كان الأبوريجينيون وسكان جزر مضيق تورِز أول من عاش في أستراليا، فقد أقاموا على هذه الأرضلمدة 40 ألف سنة على الأقل،
وربما ما يصل إلى 60 ألف سنة.
وبوصول أول المستوطنين الأوروبيين عام 1788 ، يقدّر بأنه كان هناك حوالي 750 ألف أسترالي من السكان الأصليين يعيشون في
معظم مناطق القارة الأسترالية.
وكان للأستراليين الأصليين معتقداتهم الروحية الفريدة، مع تقدير واحترام للأرض، وثقافة غنية ومتنوعة، وتقليد فني متواصل يُعتبر
من أقدم التقاليد الفنية المعروفة على وجه الأرض.
أما أساليب معيشتهم وتقاليدهم الثقافية ولغاتهم، فكانت تختلف باختلاف المناطق التي عاشوا فيها. ويقدّر بأن الأستراليين
الأصليين كانوا يتكلمون بحوالي 700 لغة ولهجة مختلفة عند بدء الاستيطان الأوروبي.
وعلى الرغم من وجود اتصال مبكر بين الأستراليين الأصليين من جهة والبحارة والتجار من ناحية أخرى، فإن السكان الأصليين
كانوا يُتركون وشأنهم بدرجة كبيرة إلى أن وصل الأوروبيون.
وقد أدى الاتصال الأولي الذي تم بين الأوروبيين والأستراليين الأصليين إلى تعطيل أسلوب المعيشة التقليدي للسكان الأصليين
وممارساتهم، وانخفض عددهم انخفاضًا كبيًرا خلال القرنين التاسع عشروالعشرين.
ولغاية ستينيات القرن الماضي، لم يتم تقدير بما فيه الكفاية لثقافة وتاريخ الأستراليين الأصليين أو الحقوق والمسؤوليات الناشئة عن
الجنسية أو أنه لم يتم تقديرها على الإطلاق. فمثلاً، لم يتم إعطاء الحق في التصويت في الانتخابات الفيدرالية لجميع الأستراليين
الأصليين إلاّ منذ عام 1965 .
إلاّ أنه في عام 1967 ، صّوت أكثر من 90 بالمائة من الأستراليين في استفتاء وطني لصالح إعطاء الحكومة الأسترالية سلطة سن
قوانين بخصوص الأستراليين الأصليين وجعلهم ضمن تعداد السكان في الإحصاء الوطني. وجاءت نتيجة الاستفتاء تكليلاً لحملة
قوية من جانب الأستراليين الأصليين وغير الأصليين. وقد اعتُبرت الحملة على نطاق واسع تأكيدًا قويًا لرغبة الشعب الأسترالي في
أن تقوم الحكومة الأسترالية باتخاذ تدابير مباشرة لتحسين الأوضاع المعيشية للأستراليين الأصليين.
يقدّر عدد سكان أستراليا الأصليين اليوم ب 483 ألف نسمة، أي 2.3 بالمائة من إجمالي عدد السكان. وثقافات السكان الأصليين
جزء حيوي من الهوية الوطنية الأسترالية، حيث يقدم الأبوريجينيون وسكان جزر مضيق تورِز إسهامات قوية في ميادين عديدة، بما
فيها الفنون والإعلام والسلك الأكاديمي والرياضة والتجارة.
وتشرف الحكومة الأسترالية على برامج وسياسات تهدف إلى مساعدة مجتمعات السكان الأصليين في التغلّب على أوجه عدم
المساواة التي لا تزال سائدة في بعضالميادين. تشمل هذه المبادرات بذل جهود لتحسين الصحة والإسكان والتعليم وفرص
التوظيف.
كذلك فإن الحكومة ملتزمة بضمان قدرة السكان الأصليين على دخول وتملّك الأرض التي لديهم علاقة تقليدية مستمرة بها أو
التي يمكن أن تساعد في تنميتهم اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا. وحوالي 16 بالمائة من أستراليا الآن ملك للسكان الأصليين أو تحت
سيطرتهم، وهي أراضٍ تقع بمعظمها في مناطق نائية.
الهجرة إلى أستراليا - الأستراليون الأوائل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق