الجمعة، 4 أبريل 2014

الهجرة إلى أستراليا - الدور المتغير للأسرة

تتألّف الأسرة الأسترالية التقليدية من أب وأم وأطفال. إلاّ أن هناك أسر أخرى بأشكال وأعداد مختلفة، منها الكثير من الأسر
التي يكون فيها والد واحد، وتلك التي يكون فيها ربيب أو ربيبة (أطفال من زواج سابق) أو التي تكون مختلطة، وهناك أزواج
مثليون، وأزواج يعيشون معًا بدون زواج رسمي (علاقات مساكنة). وعلاقات المساكنة معترف بها قانونيًا في أستراليا.
كما أن الأدوار ضمن الأسر الأسترالية قد تختلف أيضًا. ففي بعضالأسر، قد تكون الأم هي الشخصالوحيد الذي يكسب قوت
الأسرة بينما يبقى الأب في البيت ويعتني بالأطفال.
وفي أستراليا لا يمكن أن يتم الزواج إلاّ إذا كان الطرفان على استعداد للزواج. والسن الدنيا للزواج هي 18 عاماً. غير أن المحاكم
قد توافق على زيجات في حالات استثنائية إذا كانت سن أحد طرفيها 16 أو 17 عاماً. ومن غير القانوني أن يكون للشخص أكثر
من زوجة واحدة أو زوج واحد في نفس الوقت.

هل هناك أسترالي نموذجي؟

جرت مناقشات عديدة في السنوات الأخيرة حول الهوية الأسترالية وما إذا كان هناك من يمكن اعتباره أستراليًا ” نموذجيًا“ بمزايا أو
خصال محددة.
والأفكار المقولبة الشائعة كثيرة للغاية، وتؤدي في بعض الأحيان إلى البلبلة ويناقض بعضها بعضًا.
فمثلاً:
• الأستراليون يحبون المساواة، ولا وقار عندهم، ولديهم شك كبير في السلطة – ومع هذا فإنهم في الغالب يتقيدون بالقانون
ويتّبعون المعايير المعروفة.
• الأستراليون قليلو الكلام، يعيش معظمهم في مناطق ريفية أو في البراري الأسترالية – لكن معظمهم يعيش في الواقع مع
أناس من خلفيات متعددة في المدن.
• سواء كان الأستراليون يعيشون في المدينة أو الريف، فهم أشخاص منفتحون ولا يلفون ويدورون ويقولون ما يعنون.
• يؤمن الأستراليون بمبدأ إعطاء الناس فرصًا عادلة ( fair go ) يمكن الاطّلاع على تعريف الفرص العادلة في قسم اللغة
الإنكليزية الأسترالية (” Australian English “). راجع الصفحة 32 .
• الأستراليون يدعمون أصحابهم (أصدقاءهم) والمحرومين والمكبوتين. والمكبوت هو المنافس أو الغريم الذي يُعتقد أنه لا
أمل كبير له في ربح مباراة رياضية أو مسابقة.
• الأستراليون يحبون الرياضة، سواء كمتفرجين أو كلاعبين.
وهناك أيضًا اختلافات في الرأي حول مدى تأثّر الأستراليين بإرثهم البريطاني أو بالعلاقة القوية بين أستراليا والولايات المتحدة في
الآونة الأخيرة، أو بملايين المهاجرين الذين وفدوا إلى أستراليا في مرحلة ما بعد الحرب.
ويُنظر إلى الأستراليين أحيانًا على أنهم أوروبيون يحاولون تقبّل وضعهم الجغرافي في منطقة دول المحيط الهادئ الآسيوية. لكن في
الوقت ذاته، يُنظر إلى أستراليا في الغالب على أنها بوابة لآسيا بسبب موقعها الجغرافي وبسبب العدد الكبير من الأستراليين الذين
يتكلمون لغات آسيوية.
والحقيقة هي أن الأستراليين بطبيعة الحال، مثلهم مثل جميع شعوب الأرض، لا يمكن اختصارهم في أفكار مقولبة بسهولة. وهناك
شيء من الصدق في كثير من الصور الشائعة، والكثير من الأستراليين تنطبق عليهم بعضهذه الصور على الأقل. لكن طبيعة هذا
الانطباق ومداه يتوقفان على الفرد نفسه.
كما أن بعض الصفات الملتصقة جدًا بالأستراليين، مثل الصحبة (الصداقة) والفرص العادلة، صفات يشترك فيها ويقدرها
الكثيرون في كل أنحاء العالم. فمن البديهي أن مشاعر التعاطف والعدالة والإخلاص تجاه الأصدقاء ليست حكرًا على الأستراليين.
لكن ما يجعل هذه الأمور أسترالية صميمة هي أنها أصبحت راسخة في التاريخ الأسترالي وفي النفسية الأسترالية.
فمفهوما الصحبة والفرص العادلة برزا من الكفاح، الذي كان في الغالب كفاحًاشرسًا، الذي خاضه مستوطنو أستراليا الأوائل
ضد البيئة الغريبة والقاسية بل والعدائية في كثير من الأحيان، وكان كفاحاً من أجل البقاء. وتعمّق هذان المفهومان في البراري
الأسترالية في الأجيال اللاحقة من الرجال والنساء الذين اتكلوا على بعضهم البعض وساعدوا بعضهم البعضفي مواجهة
الفيضانات والحرائق والجفاف.
وربما كان الكاتب Henry Lawson ، الذي وُلِد في حقول الذهب في Grenfell بولاية نيو ساوث ويلز عام 1867 ، أفضل من وصف
تلك الحقبة من الأستراليين، حيث كتب ببساطة وشغف عن روح الصحبة وكرامة الإنسان وحياة الرجال والنساء في البراري
الأسترالية.
وقد تعززت ميزتا الصحبة والوفاء أكثر وأكثر في النفسية الأسترالية نتيجة خبرات الأستراليين في الحرب العالمية الأولى، التي
تسمى أحيانًا الحرب الكبرى، وفي معركة الأنزاك في غاليبولي.
هاتان الميزتان وغيرهما من الميزات التي لازمت الأستراليين الأوائل ما زالت حيّة اليوم، فقد انتعشت وتعاظمت نتيجة تأثير ملايين
المستوطنين الذين وفدوا لاحقًا من أوروبا والأمريكتين وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وقد أضاف المقيمون الذين وفدوا في الفترة الأخيرة مزيدًا من الغنى للثقافة والشخصية الأستراليتين، وساعدوا على تبلور اتجاهات
وتقاليد جديدة. كما أن إسهاماتهم كانت هائلة، فأغنت كل جوانب الحياة الأسترالية تقريبًا، من التجارة إلى الفنون، ومن الطبخ
إلى الكوميديا.

التطوع - الصحبة العملية

يُعرف عن الأستراليين استعدادهم للقيام بأعمال اجتماعية تطوعية بدون أجر. فأكثر من ستة ملايين أسترالي فوق سن 18
متطوعون نشطاء، يساعدون في مجموعة كبيرة من الميادين بما فيها خدمات الطوارئ، والإنعاش الاجتماعي، والبيئة والحفاظ
عليها، وجمع التبّرعات، والإدارة، والتعليم.
والكثير من أفراد مكافحة حرائق الغابات وخدمات الطوارئ في أستراليا متطوعون.
وطبقًا لأحد الاستطلاعات، أفاد 47 بالمائة من الأشخاصالذين أدوا أعمالاً تطوعية بأن سبب قيامهم بذلك هو أنهم يريدون
خدمة المجتمع. أما ال 43 بالمائة الآخرون، فكان السبب الذي أعطوه هو أن تلك الأعمال تريحهم نفسيًا.
المصدر - كتيب العيش في أستراليا

لمعرفة إجراءات الهجرة وكيف قمت أنا شخصيا بالهجرة اضغط على الرابط التالي:
http://bit.ly/18cvEvc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق